Logo Logo
الرئيسية
البرامج
جدول البرامج
الأخبار
مع السيد
مرئيات
تكنولوجيا ودراسات
أخبار العالم الإسلامي
تغطيات وتقارير
أخبار فلسطين
حول العالم
المزيد
مسلسلات
البرامج الميدانية
البرامج التخصصية
برامج السيرة
البرامج الثقافية
برامج الأطفال
البرامج الوثائقية
برامج التغطيات والتكنولوجيا
المزيد

العلامة فضل الله: الشعب الفلسطيني شبع أقوالا وإدانات

08 آذار 24 - 13:00
مشاهدة
1415
مشاركة
ألقى سماحة العلامة السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، بحضور عددٍ من الشخصيّات العلمائيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، وحشدٍ من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية:


عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بما أوصى به الإمام الرّضا(ع) أحد أصحابه، حين جاء إليه في مثل هذا اليوم (آخر جمعة من شعبان)، فبادره الإمام قائلاً: "يا أبا الصّلت (وهو اسمه)، إنَّ شعبان قد مضى أكثره، وهذا آخر جمعة منه، فتدارك، في ما بقي منه، تقصيرك في ما مضى منه، وعليك بالإقبالِ على ما يعنيك، وترك ما لا يعنيك، وأكثر من الدّعاء والاستغفار وتلاوة القرآن، وتب إلى الله من ذنوبك، ليقبل شهر الله عليك وأنت مخلصٌ لله عزَّ وجلَّ، ولا تدعنَّ أمانة في عنقك إلَّا أدَّيتها، ولا في قلبك حقداً على مؤمن إلَّا نزعته، ولا ذنباً أنت ترتكبه إلَّا أقلعت عنه، واتَّق الله، وتوكَّل عليه في سرائرك وعلانيتك، {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً}، وأكثر من أن تقول في ما يتبقَّى من هذا الشَّهر: "اللَّهمَّ إن لم تكن غفرت لنا في ما مضى من شعبان، فاغفر لنا في ما بقي منه"، فإن الله يعتق في هذا الشهر رقاباً من النار لحرمة هذا الشهر.

أيُّها الأحبَّة، لقد بيّن الإمام الرضا من خلال وصيَّته هذه، ما ينبغي علينا القيام به حتى نكون جديرين بضيافة الله في شهره، ومؤهَّلين للحصول على ما وعد به الصائمين القائمين التالين للقرآن والحافظين لحدود الله والآخذين بتعاليمه من الأجر المضاعف، ونكون بذلك أكثر قرباً من الله وقدرة على مواجهة التحدّيات
والبداية من غزة حيث يستمر العدو الصهيوني بسياسته التي لم تعد خافية على أحد، وهي تيئيس الفلسطينيين من البقاء في أرضهم ودفعهم للخروج منها إن لم يكن بخيارهم فقسراً..

في وقت، تستمر المفاوضات التي تجري بين الكيان الصهيوني والجانب الفلسطيني عبر الوسطاء من دون أن تصل حتى الآن إلى نتيجة ويبدو أنها لن تصل بفعل تعنت الكيان الصهيوني الذي يصر على أن يحصل من المفاوضات على ما يحتاج إليه وهو استعادة أسراه من دون أن يبدي أي استعداد لإيقاف حربه على أهالي القطاع أو للسماح لهم بالعودة إلى أرضهم وحرية الحركة عليها، ورفع كاهل الحصار عنهم، وهو لا يزال يستفيد من الضغوط التي تمارس على الفلسطينيين للتراجع عن شروطهم والتنازل عنها، والدعم الذي لا يزال يحظى به من الدول الداعمة له، والتي تريده أن يخرج من هذه المعركة منتصراً، وقد استعاد قوة الردع التي فقدها وبات يمسك بزمام الأمور بعد أن أفقدته المقاومة إياها...

وإذا كان من أصوات بتنا نسمعها من تلك الدول تندد بهذا الكيان والتي وصلت إلى حد القول إن صبرها بدأ ينفد منه، فهي ليست لحساب الشعب الفلسطيني، بل هي تهدف لتجميل الصورة التي لحقت بها بعد المجازر والفظائع التي أُرتكبت لدى شعوبها ولدى العالم، لكن هذه الأصوات المعترضة لم تصل ولا يبدو أنها ستصل إلى حد الضغط على هذا الكيان أو إيقاف الدعم له ومنعه من الاستمرار في حربه.

لقد أصبح واضحاً أن الشعب الفلسطيني شبع من هذا العالم أقوالاً وبيانات وإدانة لهذا العدو، فيما هو يريد منه أفعالاً ومواقف جادة تنهي معاناة إنسانه والتي لا تقف عند تقديم المساعدات الإنسانية رغم حاجته الماسة إليها في ظل المجاعة التي تفتك به، بل يتعدى إلى ذلك إيقاف نزيف الدم والدمار الذي يتعرض له والذي يهدد وجوده واستقراره في أرضه...

ونحن في هذا المجال، نعيد تجديد دعوتنا للدول العربية والإسلامية إلى تحمل مسؤوليتها تجاه هذا الشعب الذي يشكل قوة للعرب والمسلمين تعزز حضورهم في هذا العالم، الأمر الذي يستوجب عدم التفريط بها، وإلى أن تكون أكثر وعياً لتداعيات ترك هذا الشعب لمصيره... ونحذرها من أن تركها للعدو الصهيوني يعبث بمصيره لن يجعلها بمنأى عن تداعياته، وألا تنسى الحكمة القائلة: أكلت يوم أكل الثور الأبيض...

إن المؤسف أن نجد هناك من بات يرى في هذا الشعب مصدراً لأزمات تحرجه وعبئاً يهدد مصالحه، ولذلك نراه اليوم إما يقف متفرجاً أو سنداً للعدو في عدوانه...

ونصل إلى لبنان الذي يواصل تمسكه بالدور الذي أخذه على عاتقه، بنصرة الشعب الفلسطيني انطلاقاً من إيمانه بالثابت الإنساني والقومي والديني والوطني، وضرورة مساندة هذا الشعب وعدم استفراده ولو بالحدود والإمكانيات المتاحة.

في هذا الوقت، يواصل الموفدون الدوليون وكان آخرهم الموفد الأميركي زياراتهم للبنان والتي أتت تحت وابل من التهديدات التي تصدر عنهم أو تلك التي تصدر من قادة العدو العسكريين والأمنيين، وعلى وقع الاعتداءات الإسرائيلية والتصعيد الذي قام به، ومن المؤسف أن ما طرح من أفكار ومبادرات لم تأخذ في الاعتبار إلا مطالب العدو ومصالحه من دون أن يقدم أي ضمانات مقابلة وبنفس المستوى، تحمي هذا البلد من العدوان وتؤدي إلى استعادة لبنان حقوقه الكاملة في أرضه وأمنه...

ما يدعو إلى موقف موحد في مواجهة كل من يريد الانتقاص من سيادة هذا البلد والمس بأمنه واستقراره... في الوقت الذي ندعو إلى الاستعداد لمواجهة أية مغامرة يقدم عليها هذا العدو ويهدد بها بحجة ضمان أمن مستوطنيه، وإن كنا لا نزال على قناعة أن العدو يهاب الدخول في مغامرة مع بلد خبره وعرف مواقع القوة فيه...
Plus
T
Print
كلمات مفتاحية

أخبار العالم الإسلامي

السيد علي فضل الله

خطبة الجمعة

فلسطين

الحرب في غزة

الأزمة اللبنانية

يهمنا تعليقك

أحدث الحلقات

في دروب الصلاح

العظمة الإلهية من خلال الظواهر الكونية | في دروب الصلاح

09 كانون الأول 24

يسألونك عن الإنسان والحياة

يسألونك عن الإنسان والحياة | 12-8-2024

12 تشرين الأول 24

في دروب الصلاح

حركة الحياة الدنيا ونتائجها 9-11-1995| في دروب الصلاح

04 تشرين الأول 24

من الإذاعة

سباحة آمنة | سلامتك

28 آب 24

يسألونك عن الإنسان والحياة

يسألونك عن الإنسان والحياة | 28-8-2024

28 آب 24

يسألونك عن الإنسان والحياة

يسالونك عن الإنسان والحياة | 27-8-2024

27 آب 24

حتى ال 20

آلة الزمن | حتى العشرين

26 آب 24

من الإذاعة

الألعاب الأولمبية ومشاركة بعثة لبنان | STAD

26 آب 24

يسألونك عن الإنسان والحياة

يسألونك عن الإنسان والحياة | 26-8-2024

26 آب 24

في دروب الصلاح - محرم 1446 (ه)

أربعين الإمام الحسين (ع) : الرسالة والثورة | في دروب الصلاح

24 آب 24

موعظة لسماحة الشيخ علي غلوم

محكمة الآخرة | موعظة لسماحة الشيخ علي غلوم

23 آب 24

خطبتا صلاة الجمعة

خطبتا وصلاة الجمعة لسماحة السيد علي فضل الله | 23-8-2024

23 آب 24

ألقى سماحة العلامة السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، بحضور عددٍ من الشخصيّات العلمائيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، وحشدٍ من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية:

عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بما أوصى به الإمام الرّضا(ع) أحد أصحابه، حين جاء إليه في مثل هذا اليوم (آخر جمعة من شعبان)، فبادره الإمام قائلاً: "يا أبا الصّلت (وهو اسمه)، إنَّ شعبان قد مضى أكثره، وهذا آخر جمعة منه، فتدارك، في ما بقي منه، تقصيرك في ما مضى منه، وعليك بالإقبالِ على ما يعنيك، وترك ما لا يعنيك، وأكثر من الدّعاء والاستغفار وتلاوة القرآن، وتب إلى الله من ذنوبك، ليقبل شهر الله عليك وأنت مخلصٌ لله عزَّ وجلَّ، ولا تدعنَّ أمانة في عنقك إلَّا أدَّيتها، ولا في قلبك حقداً على مؤمن إلَّا نزعته، ولا ذنباً أنت ترتكبه إلَّا أقلعت عنه، واتَّق الله، وتوكَّل عليه في سرائرك وعلانيتك، {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً}، وأكثر من أن تقول في ما يتبقَّى من هذا الشَّهر: "اللَّهمَّ إن لم تكن غفرت لنا في ما مضى من شعبان، فاغفر لنا في ما بقي منه"، فإن الله يعتق في هذا الشهر رقاباً من النار لحرمة هذا الشهر.

أيُّها الأحبَّة، لقد بيّن الإمام الرضا من خلال وصيَّته هذه، ما ينبغي علينا القيام به حتى نكون جديرين بضيافة الله في شهره، ومؤهَّلين للحصول على ما وعد به الصائمين القائمين التالين للقرآن والحافظين لحدود الله والآخذين بتعاليمه من الأجر المضاعف، ونكون بذلك أكثر قرباً من الله وقدرة على مواجهة التحدّيات
والبداية من غزة حيث يستمر العدو الصهيوني بسياسته التي لم تعد خافية على أحد، وهي تيئيس الفلسطينيين من البقاء في أرضهم ودفعهم للخروج منها إن لم يكن بخيارهم فقسراً..

في وقت، تستمر المفاوضات التي تجري بين الكيان الصهيوني والجانب الفلسطيني عبر الوسطاء من دون أن تصل حتى الآن إلى نتيجة ويبدو أنها لن تصل بفعل تعنت الكيان الصهيوني الذي يصر على أن يحصل من المفاوضات على ما يحتاج إليه وهو استعادة أسراه من دون أن يبدي أي استعداد لإيقاف حربه على أهالي القطاع أو للسماح لهم بالعودة إلى أرضهم وحرية الحركة عليها، ورفع كاهل الحصار عنهم، وهو لا يزال يستفيد من الضغوط التي تمارس على الفلسطينيين للتراجع عن شروطهم والتنازل عنها، والدعم الذي لا يزال يحظى به من الدول الداعمة له، والتي تريده أن يخرج من هذه المعركة منتصراً، وقد استعاد قوة الردع التي فقدها وبات يمسك بزمام الأمور بعد أن أفقدته المقاومة إياها...

وإذا كان من أصوات بتنا نسمعها من تلك الدول تندد بهذا الكيان والتي وصلت إلى حد القول إن صبرها بدأ ينفد منه، فهي ليست لحساب الشعب الفلسطيني، بل هي تهدف لتجميل الصورة التي لحقت بها بعد المجازر والفظائع التي أُرتكبت لدى شعوبها ولدى العالم، لكن هذه الأصوات المعترضة لم تصل ولا يبدو أنها ستصل إلى حد الضغط على هذا الكيان أو إيقاف الدعم له ومنعه من الاستمرار في حربه.

لقد أصبح واضحاً أن الشعب الفلسطيني شبع من هذا العالم أقوالاً وبيانات وإدانة لهذا العدو، فيما هو يريد منه أفعالاً ومواقف جادة تنهي معاناة إنسانه والتي لا تقف عند تقديم المساعدات الإنسانية رغم حاجته الماسة إليها في ظل المجاعة التي تفتك به، بل يتعدى إلى ذلك إيقاف نزيف الدم والدمار الذي يتعرض له والذي يهدد وجوده واستقراره في أرضه...

ونحن في هذا المجال، نعيد تجديد دعوتنا للدول العربية والإسلامية إلى تحمل مسؤوليتها تجاه هذا الشعب الذي يشكل قوة للعرب والمسلمين تعزز حضورهم في هذا العالم، الأمر الذي يستوجب عدم التفريط بها، وإلى أن تكون أكثر وعياً لتداعيات ترك هذا الشعب لمصيره... ونحذرها من أن تركها للعدو الصهيوني يعبث بمصيره لن يجعلها بمنأى عن تداعياته، وألا تنسى الحكمة القائلة: أكلت يوم أكل الثور الأبيض...

إن المؤسف أن نجد هناك من بات يرى في هذا الشعب مصدراً لأزمات تحرجه وعبئاً يهدد مصالحه، ولذلك نراه اليوم إما يقف متفرجاً أو سنداً للعدو في عدوانه...

ونصل إلى لبنان الذي يواصل تمسكه بالدور الذي أخذه على عاتقه، بنصرة الشعب الفلسطيني انطلاقاً من إيمانه بالثابت الإنساني والقومي والديني والوطني، وضرورة مساندة هذا الشعب وعدم استفراده ولو بالحدود والإمكانيات المتاحة.

في هذا الوقت، يواصل الموفدون الدوليون وكان آخرهم الموفد الأميركي زياراتهم للبنان والتي أتت تحت وابل من التهديدات التي تصدر عنهم أو تلك التي تصدر من قادة العدو العسكريين والأمنيين، وعلى وقع الاعتداءات الإسرائيلية والتصعيد الذي قام به، ومن المؤسف أن ما طرح من أفكار ومبادرات لم تأخذ في الاعتبار إلا مطالب العدو ومصالحه من دون أن يقدم أي ضمانات مقابلة وبنفس المستوى، تحمي هذا البلد من العدوان وتؤدي إلى استعادة لبنان حقوقه الكاملة في أرضه وأمنه...

ما يدعو إلى موقف موحد في مواجهة كل من يريد الانتقاص من سيادة هذا البلد والمس بأمنه واستقراره... في الوقت الذي ندعو إلى الاستعداد لمواجهة أية مغامرة يقدم عليها هذا العدو ويهدد بها بحجة ضمان أمن مستوطنيه، وإن كنا لا نزال على قناعة أن العدو يهاب الدخول في مغامرة مع بلد خبره وعرف مواقع القوة فيه...
أخبار العالم الإسلامي,السيد علي فضل الله, خطبة الجمعة, فلسطين, الحرب في غزة, الأزمة اللبنانية
Print
جميع الحقوق محفوظة, قناة الإيمان الفضائية