Logo Logo
الرئيسية
البرامج
جدول البرامج
الأخبار
مع السيد
مرئيات
تكنولوجيا ودراسات
أخبار العالم الإسلامي
تغطيات وتقارير
أخبار فلسطين
حول العالم
المزيد
مسلسلات
البرامج الميدانية
البرامج التخصصية
برامج السيرة
البرامج الثقافية
برامج الأطفال
البرامج الوثائقية
برامج التغطيات والتكنولوجيا
المزيد

معاناة الشعب الغزّي معاناة تعجز عن وصفها العقول

26 آب 24 - 15:00
مشاهدة
727
مشاركة

قصة مختلفة سنرويها هذه المرة ومعاناة تعجز عن وصفها الكلمات، معاناة أهل غزة مع الحصار والتهجير في ظل حرب حولت حياتهم إلى حياة بدائية تشبه حياة ما قبل اكتشاف الكهرباء والبترول. فتقضي الأسر أيامها في الأعمال الشاقة والتهجير والنزوح المتكرر، ورحلة البحث عن لقمة تسد رمق أطفال جياع، ونساء يقاسون ما لا يحتمله احدٌ  في يومنا هذا.


   فرض الإحتلال الصهيوني حصاراً سياسياً وإقتصادياً على الضفة الغربية وقطاع غزة، وذلك منذ فوز حركة المقاومة الإسلامية حماس يالإنتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006. هدف الإحتلال من خلال حصاره معاقبة الفلسطينيين على انتخاب حركة ترفع شعار المقاومة، إضافة إلى محاولة تغيير فكر وإستراتيجية حماس للقبول بالانخراط في مسار التسوية السلمية والتخلي عن العمل المقاوم.

ولم يكن موضوع الحصار غائبا عن دوافع حماس في القيام بعملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وما زال في صلب التدافع بخصوص شروط وقف الحرب التي يدور التفاوض حولها. وفي ضوء مركزية ملف الحصار سياسيا واقتصاديا وعسكريا، نستطلع فيما يلي مفهوم الحصار وأهدافه وطرق مقاومته تقليديا، وتجربة قطاع غزة بهذا الصدد.


إرتبط الحصار تاريخيا بحالة الحرب، إذ كان تكتيكاً يهدف إلى إجبار دولة أو مدينة على الإستسلام، من خلال قطع المؤون والإمدادات العسكرية عنها لفترة طويلة.

في شهادة ميدانية من قطاع غزة، قالت مديرة أكاديمية المسيري للبحوث والدراسات في القطاع إسلام شحدة العالول أن حياة الغزيين في ظل الحرب تحولت إلى حياة بدائية تشبه ما قبل اكتشاف الكهرباء والبترول، فالطبخ يكون على الحطب الذي نحتاج إلى شرائه، والغسيل يتم بشكل يدوي، أما صناعة الخبز فتكون في فرن بُني بالطين ووقوده الحطب.

بحسب اليونيسيف ووفقا لآخر الإحصاءات الرسمية، فإن حصيلة الضحايا والمفقودين في القطاع ارتفعت إلى أكثر من 40 الف شهيد غالبيتهم من الأطفال والنساء، وأكبر من 100 الف جريح بين بتر وإعاقة وتشوه وإصابات مختلفة ايضا غلابيتهم من الأطفال، مما يجعل هذه الفئة الأكثر تضرراً في الحرب على غزة. وتفيد الإحصاءات أن أكثر من 80 في المئة من الأطفال في قطاع غزة يعانون فقراً غذائياً حاداً، وذلك في ظل ما يعانيه القطاع من حرب وحصار علنية، حيث أن سوء التغذية مستقبلاً سيؤثر على الأطفال بكل شيء، إذ يؤدي الى مناعة ضعيفة وأطفال هزيلين، وفي حال نجا الطفل من المرض، فسيكون جسمه ضعيفاً، ومعظم الأطفال سيعانون من الأنيميا بأنواعها كافة، سواء تلك الخاصة بنقص الحديد أو الفيتامينات أو الفوليك أسيد.

قال الدكتور مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية التابع لمنظمة الصحة العالمية، إن "الجوع والمرض مزيج مميت" والأطفال الجائعين والضعفاء والمصابين بصدمات نفسية شديدة هم أكثر عرضة للإصابة بالمرض، والأطفال المرضى، وخاصة المصابين بالإسهال، لا يستطيعون امتصاص العناصر الغذائية بشكل جيد. إنه أمر خطير ومأساوي ويحدث أمام أعيننا."

 

ومع طول فترة الحرب وكثرة النزوح والغلاء الفاحش وانقطاع الرواتب وإغلاق البنوك، أصبح الناس في فقر مدقع ويعيشون على المعونات والمساعدات، وأصبح الغني والفقير سواسية في انتظار المساعدات والبحث عنها، حيث يشعر المواطن الغزي بالقهر والإذلال أثناء الاصطفاف في طوابير المساعدات، وندرة فرص العمل لجأ آلاف الشباب للعمل عن بُعد مع مؤسسات خارج قطاع غزة، وهؤلاء الشباب يعيشون في ظل الحرب بلا مصدر رزق وبلا عمل مع انقطاع شبه كامل الكهرباء والإنترنت.

علاوة على ذلك، فإن أوضاع المرضى صعبة في القطاع نتيجة انعدام المنظومة الصحية وتدمير المستشفيات، وعدم توفر الأدوية لكثير من الأمراض المزمنة والأوبئة، وسرقة الأدوية والمساعدات من قبل عصابات وعملاء تابعين للاحتلال، بل يتم بيعها بأسعار غالية.

والأهم من هذا كله، حرب التجويع الظالمة واللإنسانية التي يشنها الإحتلال على شمال قطاع غزة بشكل خاص وباقي القطاع بشكل عام، حيث يفرض الاحتلال سياسة العقاب الجماعي على السكان كلهم فقط لأنهم لم يستجيبوا للاحتلال ويتركوا شمال القطاع. هؤلاء السكان الذين يقدر عددهم بما يزيد على 700 ألف شخص منع الاحتلال دخول المساعدات إليهم، وكذلك المنتجات الزراعية والتجارية، ولاحقهم بالاجتياحات البرية والقصف والتهجيرْ وإغلاق أبواب المؤسسات التي توزعها او بإستهداف التجمعات البشرية اثناء استلام المساعدات في أكثر من مرة مما أدى سقوط العديد من الشهداء والجرحى من المدنيين أطفالا ونساءً.

أفاد الأستاذ أسامة أبو زراد الباحث والصحافي الفلسطيني في مقابلة أجرتها معه قناة الإيمان الفضائية عن كيفية حصول الشعب الفلسطينيي في غزة غلى الغذاء والماء والدواء في ظل الحرب والحصار، قائلا:" في الآونة الأخيرة يعتمد السكان على المساعدات التي يتم توزيعها في أغلب مناطق القطاع، أوعبرشراء جزء منها، إضافة إلى خضار وفواكه تدخل من معابر العدو الصهيوني بكميات قليلة جداً يتم بيعها بأسعار باهظة، فيما لجأ بعض المواطنين الى زراعة بعض المحاصيل بجهد بدائي، يتأثر بتكرار توغلات جيش الإحتلال وإجبار أهلها على النزوح منها وتركها".


وعند سؤاله عن أهمية المواد التي يفتقدها النازحون في قطاع غزة وعن بقاء الشعب الغزي صامداً رغم طول الحرب والصار المفروض عليه، قال زراد:" أبرز ما يطالب به السكان هو مواد النظافة الشخصية وغذاء الأطفال، إضافة إلى الأدوية لأصحاب الأمراض المزمنة والجرحى الذين يعانون من جراح خطيرة وبتور." وأضاف:" الذي يجعل الشعب الغزي صامداً هي قرآنية جزء واسع من المجتمع، إرتباطه بمؤسسة المسجد والتربية على القرآن وسنن الإبتلاء و الصبر وتحمل مسؤولية الدفاع عن المقدسات."


وأشار أبو زراد  حول رؤية الشعب الفلسطيني لواقع المعركة وبشائر النصر والحلول لهذه الأزمة في ظل الحصار، أنَّ "الجزء الأكبر من الفلسطينين يعلم في قراره أن النصر مع الصبر، ويصدقون إيماناً بأن الله معهم وسيحزيهم ما صبروا، يراهنون على الله وثباتهم، وبالتالي فإنهم يعلمون كمجتمع أن بطش الصهاينة لن يفنيهم، بل سيزيدهم قوة وإصراراً، ثم إن المجتمع الفلسطيني مجتمع عنيد، وهذا يفرض شجاعة إستثنائية ويحمّله مسؤولية كبيرة بالصمود والصبر والتحدي، وأهم ما يميز ذلك الفرح العارم  والفخر بعد كل انجاز للمقاومة رغم أشهر الحرب الطويلة."

وأضاف أن الحل في نظره وكما يرى الشعب الفلسطيني كحل نهائي ينهي الكارثة، يبدأ بوقوف الأمة في معركة المصير الجماعي إلى جانب الشعب الفلسطيني وتحمل المسؤولية الجماعية المنوطة بها. وإلا فإن الحل المرحلي أن تهب في حراك كبير في المدن والعواصم للضغط على الحكومات والأنظمة بهدف فرض إنهاء للحرب وإرسال المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة التي تعزز الصمود، ثم إعادة إعمار عاجلة وعلاج الجرحى، بهدف تعزيز وجود الفلسطيني على أرضه وإفشال أهداف حرب الإبادة الجماعية التي يشنها العدو الصهيوني وداعموه عللى القطاع.

  

 مع وصول الحرب الصهيونية الغادرة على قطاع غزة وأهله لشهرها العاشر، واستخدام الكيان الغاصب لكل أنواع الأسلحة والتدمير والحصار، وتفاخره بتجويع  أهله الصامدين، لإجبارهم وأخضاع المقاومة، والضغط عليها لقبول صفقة تفرض شروط العدو وسياساته، في وقت يقف العالم العربي والغربي عاجزا وساكتا امام كل المجازر والجرائم التي يرتكبها هذا العدو وأمام هول المشاهد التي تعرض على أغلب القنوات العالمية، ومشاهد الأطفال الذين قتلوا او تخطى بهم الجوع والعطش والمعاناة ما لم يشاهده أحد من قبل، في ظل مماطلة في الوصول الى اتفاق او تسوية تعيد لأهل غزة جزء من حياتهم وتنقذ من بقي منهم صامدا في ارضه او يرسخ تحت وطئة التهجير والنزوج القسري او القتل على يد آلة عدو إجرامي لا يردعه قانون او شرعة حقوق إنسان او قرارات دولية.

إعداد: زينب حسن الجباوي 

 

Plus
T
Print
كلمات مفتاحية

تغطيات وتقارير

غزة

نزوح

حصار

معاناة

سوء تغذية

حركة حماس

تهجير

أطفال

فلسطين

مجاعة

يهمنا تعليقك

أحدث الحلقات

في دروب الصلاح

حركة الحياة الدنيا ونتائجها 9-11-1995| في دروب الصلاح

04 تشرين الأول 24

من الإذاعة

سباحة آمنة | سلامتك

28 آب 24

يسألونك عن الإنسان والحياة

يسألونك عن الإنسان والحياة | 28-8-2024

28 آب 24

يسألونك عن الإنسان والحياة

يسالونك عن الإنسان والحياة | 27-8-2024

27 آب 24

حتى ال 20

آلة الزمن | حتى العشرين

26 آب 24

من الإذاعة

الألعاب الأولمبية ومشاركة بعثة لبنان | STAD

26 آب 24

يسألونك عن الإنسان والحياة

يسألونك عن الإنسان والحياة | 26-8-2024

26 آب 24

في دروب الصلاح - محرم 1446 (ه)

أربعين الإمام الحسين (ع) : الرسالة والثورة | في دروب الصلاح

24 آب 24

موعظة لسماحة الشيخ علي غلوم

محكمة الآخرة | موعظة لسماحة الشيخ علي غلوم

23 آب 24

خطبتا صلاة الجمعة

خطبتا وصلاة الجمعة لسماحة السيد علي فضل الله | 23-8-2024

23 آب 24

من الإذاعة

المفاوضات حول فلسطين : جولات في داخل المتاهة | فلسطين حرة

23 آب 24

يسألونك عن الإنسان والحياة

يسألونك عن الإنسان والحياة | 23-8-2024

23 آب 24

قصة مختلفة سنرويها هذه المرة ومعاناة تعجز عن وصفها الكلمات، معاناة أهل غزة مع الحصار والتهجير في ظل حرب حولت حياتهم إلى حياة بدائية تشبه حياة ما قبل اكتشاف الكهرباء والبترول. فتقضي الأسر أيامها في الأعمال الشاقة والتهجير والنزوح المتكرر، ورحلة البحث عن لقمة تسد رمق أطفال جياع، ونساء يقاسون ما لا يحتمله احدٌ  في يومنا هذا.

   فرض الإحتلال الصهيوني حصاراً سياسياً وإقتصادياً على الضفة الغربية وقطاع غزة، وذلك منذ فوز حركة المقاومة الإسلامية حماس يالإنتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006. هدف الإحتلال من خلال حصاره معاقبة الفلسطينيين على انتخاب حركة ترفع شعار المقاومة، إضافة إلى محاولة تغيير فكر وإستراتيجية حماس للقبول بالانخراط في مسار التسوية السلمية والتخلي عن العمل المقاوم.

ولم يكن موضوع الحصار غائبا عن دوافع حماس في القيام بعملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وما زال في صلب التدافع بخصوص شروط وقف الحرب التي يدور التفاوض حولها. وفي ضوء مركزية ملف الحصار سياسيا واقتصاديا وعسكريا، نستطلع فيما يلي مفهوم الحصار وأهدافه وطرق مقاومته تقليديا، وتجربة قطاع غزة بهذا الصدد.


إرتبط الحصار تاريخيا بحالة الحرب، إذ كان تكتيكاً يهدف إلى إجبار دولة أو مدينة على الإستسلام، من خلال قطع المؤون والإمدادات العسكرية عنها لفترة طويلة.

في شهادة ميدانية من قطاع غزة، قالت مديرة أكاديمية المسيري للبحوث والدراسات في القطاع إسلام شحدة العالول أن حياة الغزيين في ظل الحرب تحولت إلى حياة بدائية تشبه ما قبل اكتشاف الكهرباء والبترول، فالطبخ يكون على الحطب الذي نحتاج إلى شرائه، والغسيل يتم بشكل يدوي، أما صناعة الخبز فتكون في فرن بُني بالطين ووقوده الحطب.

بحسب اليونيسيف ووفقا لآخر الإحصاءات الرسمية، فإن حصيلة الضحايا والمفقودين في القطاع ارتفعت إلى أكثر من 40 الف شهيد غالبيتهم من الأطفال والنساء، وأكبر من 100 الف جريح بين بتر وإعاقة وتشوه وإصابات مختلفة ايضا غلابيتهم من الأطفال، مما يجعل هذه الفئة الأكثر تضرراً في الحرب على غزة. وتفيد الإحصاءات أن أكثر من 80 في المئة من الأطفال في قطاع غزة يعانون فقراً غذائياً حاداً، وذلك في ظل ما يعانيه القطاع من حرب وحصار علنية، حيث أن سوء التغذية مستقبلاً سيؤثر على الأطفال بكل شيء، إذ يؤدي الى مناعة ضعيفة وأطفال هزيلين، وفي حال نجا الطفل من المرض، فسيكون جسمه ضعيفاً، ومعظم الأطفال سيعانون من الأنيميا بأنواعها كافة، سواء تلك الخاصة بنقص الحديد أو الفيتامينات أو الفوليك أسيد.

قال الدكتور مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية التابع لمنظمة الصحة العالمية، إن "الجوع والمرض مزيج مميت" والأطفال الجائعين والضعفاء والمصابين بصدمات نفسية شديدة هم أكثر عرضة للإصابة بالمرض، والأطفال المرضى، وخاصة المصابين بالإسهال، لا يستطيعون امتصاص العناصر الغذائية بشكل جيد. إنه أمر خطير ومأساوي ويحدث أمام أعيننا."

 

ومع طول فترة الحرب وكثرة النزوح والغلاء الفاحش وانقطاع الرواتب وإغلاق البنوك، أصبح الناس في فقر مدقع ويعيشون على المعونات والمساعدات، وأصبح الغني والفقير سواسية في انتظار المساعدات والبحث عنها، حيث يشعر المواطن الغزي بالقهر والإذلال أثناء الاصطفاف في طوابير المساعدات، وندرة فرص العمل لجأ آلاف الشباب للعمل عن بُعد مع مؤسسات خارج قطاع غزة، وهؤلاء الشباب يعيشون في ظل الحرب بلا مصدر رزق وبلا عمل مع انقطاع شبه كامل الكهرباء والإنترنت.

علاوة على ذلك، فإن أوضاع المرضى صعبة في القطاع نتيجة انعدام المنظومة الصحية وتدمير المستشفيات، وعدم توفر الأدوية لكثير من الأمراض المزمنة والأوبئة، وسرقة الأدوية والمساعدات من قبل عصابات وعملاء تابعين للاحتلال، بل يتم بيعها بأسعار غالية.

والأهم من هذا كله، حرب التجويع الظالمة واللإنسانية التي يشنها الإحتلال على شمال قطاع غزة بشكل خاص وباقي القطاع بشكل عام، حيث يفرض الاحتلال سياسة العقاب الجماعي على السكان كلهم فقط لأنهم لم يستجيبوا للاحتلال ويتركوا شمال القطاع. هؤلاء السكان الذين يقدر عددهم بما يزيد على 700 ألف شخص منع الاحتلال دخول المساعدات إليهم، وكذلك المنتجات الزراعية والتجارية، ولاحقهم بالاجتياحات البرية والقصف والتهجيرْ وإغلاق أبواب المؤسسات التي توزعها او بإستهداف التجمعات البشرية اثناء استلام المساعدات في أكثر من مرة مما أدى سقوط العديد من الشهداء والجرحى من المدنيين أطفالا ونساءً.

أفاد الأستاذ أسامة أبو زراد الباحث والصحافي الفلسطيني في مقابلة أجرتها معه قناة الإيمان الفضائية عن كيفية حصول الشعب الفلسطينيي في غزة غلى الغذاء والماء والدواء في ظل الحرب والحصار، قائلا:" في الآونة الأخيرة يعتمد السكان على المساعدات التي يتم توزيعها في أغلب مناطق القطاع، أوعبرشراء جزء منها، إضافة إلى خضار وفواكه تدخل من معابر العدو الصهيوني بكميات قليلة جداً يتم بيعها بأسعار باهظة، فيما لجأ بعض المواطنين الى زراعة بعض المحاصيل بجهد بدائي، يتأثر بتكرار توغلات جيش الإحتلال وإجبار أهلها على النزوح منها وتركها".


وعند سؤاله عن أهمية المواد التي يفتقدها النازحون في قطاع غزة وعن بقاء الشعب الغزي صامداً رغم طول الحرب والصار المفروض عليه، قال زراد:" أبرز ما يطالب به السكان هو مواد النظافة الشخصية وغذاء الأطفال، إضافة إلى الأدوية لأصحاب الأمراض المزمنة والجرحى الذين يعانون من جراح خطيرة وبتور." وأضاف:" الذي يجعل الشعب الغزي صامداً هي قرآنية جزء واسع من المجتمع، إرتباطه بمؤسسة المسجد والتربية على القرآن وسنن الإبتلاء و الصبر وتحمل مسؤولية الدفاع عن المقدسات."


وأشار أبو زراد  حول رؤية الشعب الفلسطيني لواقع المعركة وبشائر النصر والحلول لهذه الأزمة في ظل الحصار، أنَّ "الجزء الأكبر من الفلسطينين يعلم في قراره أن النصر مع الصبر، ويصدقون إيماناً بأن الله معهم وسيحزيهم ما صبروا، يراهنون على الله وثباتهم، وبالتالي فإنهم يعلمون كمجتمع أن بطش الصهاينة لن يفنيهم، بل سيزيدهم قوة وإصراراً، ثم إن المجتمع الفلسطيني مجتمع عنيد، وهذا يفرض شجاعة إستثنائية ويحمّله مسؤولية كبيرة بالصمود والصبر والتحدي، وأهم ما يميز ذلك الفرح العارم  والفخر بعد كل انجاز للمقاومة رغم أشهر الحرب الطويلة."

وأضاف أن الحل في نظره وكما يرى الشعب الفلسطيني كحل نهائي ينهي الكارثة، يبدأ بوقوف الأمة في معركة المصير الجماعي إلى جانب الشعب الفلسطيني وتحمل المسؤولية الجماعية المنوطة بها. وإلا فإن الحل المرحلي أن تهب في حراك كبير في المدن والعواصم للضغط على الحكومات والأنظمة بهدف فرض إنهاء للحرب وإرسال المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة التي تعزز الصمود، ثم إعادة إعمار عاجلة وعلاج الجرحى، بهدف تعزيز وجود الفلسطيني على أرضه وإفشال أهداف حرب الإبادة الجماعية التي يشنها العدو الصهيوني وداعموه عللى القطاع.

  

 مع وصول الحرب الصهيونية الغادرة على قطاع غزة وأهله لشهرها العاشر، واستخدام الكيان الغاصب لكل أنواع الأسلحة والتدمير والحصار، وتفاخره بتجويع  أهله الصامدين، لإجبارهم وأخضاع المقاومة، والضغط عليها لقبول صفقة تفرض شروط العدو وسياساته، في وقت يقف العالم العربي والغربي عاجزا وساكتا امام كل المجازر والجرائم التي يرتكبها هذا العدو وأمام هول المشاهد التي تعرض على أغلب القنوات العالمية، ومشاهد الأطفال الذين قتلوا او تخطى بهم الجوع والعطش والمعاناة ما لم يشاهده أحد من قبل، في ظل مماطلة في الوصول الى اتفاق او تسوية تعيد لأهل غزة جزء من حياتهم وتنقذ من بقي منهم صامدا في ارضه او يرسخ تحت وطئة التهجير والنزوج القسري او القتل على يد آلة عدو إجرامي لا يردعه قانون او شرعة حقوق إنسان او قرارات دولية.

إعداد: زينب حسن الجباوي 

 

تغطيات وتقارير,غزة, نزوح, حصار, معاناة, سوء تغذية, حركة حماس, تهجير, أطفال, فلسطين, مجاعة
Print
جميع الحقوق محفوظة, قناة الإيمان الفضائية