رعى المشرف الديني العام في جمعية المبرات الخيرية السيد الدكتور جعفر فضل الله الحفل التكريمي الذي أقامته ثانوية الإمام جعفر الصادق(ع) في بلدة جويا الجنوبية في أجواء عيد الغدير لزهراتها اللّواتي بلغن سنّ التّكليف الشّرعيّ في حضور مدير الثانوية الأستاذ محمد حيدر نصرالله، والهيئتين الإداريّة والتّعليميّة والأهل والمكلفات.
استهلّ الحفل بدخول الفتيات المكلّفات على وقع الموسيقى، وبتقديم التّلميذتين " فاطمة عيّاش " و"سكينة ناصر الدّين".ثمّ تلت التّلميذة " مرام زيدان " آيات من الذكر الحكيم وكانت كلمة المكلفات ممثلةً بالتّلميذتين " زهراء مستو كردي " و" ايلّا حدرج" أكدتا من خلالها على ضرورة حفظ الإيمان بمسؤولية ووعي وانسانية وعلى الالتزام بالتعاليم الإيمانية والحجاب. كما وشاركت الفتيات المكلفات بمجموعة من الأناشيد من وحي المناسبة" حجابي أنا و " نحن نجمات البتول" .
ثم ألقى راعي الحفل سماحة السّيّد الدّكتور "جعفر فضل الله" كلمة أكّد فيها أن العُري لا ينسجم مع فطرة الإنسان منذ بدء التّاريخ، وانّ الانسان ارتقى بلباسه وحشمته مع تطور الحياة والحضارة الانسانية وأن الإسلام لم يأتِ ليفرض القيود على الإنسان ويرجعه الى التّخلف كما يدّعي البعض. ولكنّه أراد للمرأة أن تبرز في المجتمع كعقل، لا كأنثى، وأن يُنظر إليها كقيم وسلوك وأخلاق، وكمساهم في إنشاء الحضارة الإنسانية الّتي تقوم على ثنائيّة الجسد والرّوح معا، ومن هنا كانت فلسفة الحجاب في تخفيف الضّوء عن الأنوثة والذّكورة، وفي تركيز الضّوء على العقل والإنجاز والإبداع في الحياة للمرأة الإنسان كما للرجل الإنسان.
وأضاف: إنّنا نرى اليوم انّ الانسان إذا ذهبت منه الرّوح تحوّل الى وحش، كما يحصل اليوم على مستوى القتل والمجازر متسائلا أين دعاة حقوق المرأة امام ما يجري في فلسطين؟ الا تقتل المرأة في فلسطين؟ الا يقتل الطفل في فلسطين؟ ويقتل الرجل والشيخ وكبير السن!
وأكد على أنّ الحجاب هو لباس التّقوى وهو اناقةٌ وجمالٌ بعيدًا عن الإثارة داعيًا الأهل الأحبّة إلى غرس القيم الأخلاقيّة والدّينيّة والإنسانيّة في عقول أبنائنا من خلال إثارة الوعي لديهم، واعتزازهم بذاتهم، كي لا يكونوا سلعةً في المجتمع الفاسد.
وشدّد على الاعتناء بفتياتنا كونهن أمانة اللّه لدينا وعلى الإصغاء لهن وصرف الوقت النّوعيّ معهن بالمزيد من الحبّ والاحتضان وان نكون لهن السّند لصقل تجاربهن الطريّة مع اعطاء مساحة من الحريّة الموجّهة لهن، لنكون صمّام الأمان لهن في ظل التّأثيرات السّلبيّة للاعلام المتفلت او الاعلام الذي يعتمد على الذّكاء الاصطناعيّ وتاثيره السلبي على نفوسهن وعقولهن .
وختم كلامه بتوجيه عدد من الوصايا للفتيات المكلّفات، بالتركيز على تقوية صلتهن بالخالق، وعلى المحافظة على القيم والوقوف مع الحق والعدل في كل مكان وزمان كي تكتمل صورة الحجاب الداخلي والخارجي لديهن .
وشدّد على الاهتمام بالصّلاة، وتلاوة القرآن والتعلم من دون ملل ولا كلل ليكنّ قادة المستقبل الأجمل انطلاقا من جمال ارواحهنّ وارواح ذويهنّ ....
واختُتم الحفلُ بتوزيع الهدايا على زهراتنا المكلّفات وأخذ الصّور التّذكاريّة.
ثم قام بعد ذلك بجولة في الثّانويّة على معارض الرّياضيات والعلوم والتّربية الفنيّة الّتي تضمّنت عروضا متنوّعة، شاكرًا التّلاميذ على جهودهم في سبيل العلم والمعرفة.