اثنتا عشرة شمعة، ومع كل شمعة تزداد نسبة النور، وتنقشع بقدرها نسبة الظلام والجهل.
وتتضح معالم الطريق، وتأوي الى كهوف التاريخ خفافيش وعناكب لا تعتاش الا في تسحر وعتمة. واصوات نشاز تشغل سامعها بقلق وخوف وترقب، يبقيه في مكانه يدور حول نفسه متخليا عن سبل التقدم نحو الاهداف الكبرى، تائها منشغلا باجترار الماضي دون ان يسخره لابداع الحاضر.
اما انت يا سيدي، فلقد كنت شعلة النور وسهم الحق، الذي لم تحل دون بلوغ هدفه عقول متحجرة ولا ألسنة مستثمرة.
اما انت يا سيدي، فلا زلت شعلة…
تزداد توهجا مع كل عام، ويزداد حضورك شبابا…
وحده الغياب قد شاخ بامر القدر…
بالله عليك ما سرك؟...
ما هذا الكم من الحب المتجذر في القلوب؟...
كيف يولد عشقك مع الاجيال رغم انهم لم يروك؟...
ما سر الدمعة، تنسكب رقراقة؟ كلما لامست الايدي ضريحك، لا تجف…
ما سر هذا التعلق؟...
تهوي الى ضريحك قلوب وافئدة من كل بقاع الارض، بشوق ولهفة لم تنساها الايام والسنين…
هل هذا اثر الصدق مع الله والتفاني في سبيل نشر دينه؟...
ام انها كرامة يتيم رفع يده في جوف ليل بدعاء مستجاب؟...
ام انه سر المظلومية ونكران الجميل ممن جعل الغاية الدنيوية تبرر قذارة الوسائل؟...
ان كل ما فيك سر، وخلاصته لقد كنت بعين الله ومن كان بعين الله يرحل ويبقى حيا لا يموت…