كايلا مولر، اسمٌ ارتبط بجرائم تنظيم "داعش" المصنَّف إرهابيًا منذ العام 2013. اليوم، أعادت كايلا أنظار العالم من جديد إلى ما حدث بينها وبين داعش، فقد أعلنت واشنطن، يوم الأحد، عن تمكّنها من قتل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي بعملية أمنية أميركية محكمة شمال سوريا.
في هذا التقرير، نعرض السيرة الذاتية للفتاة كايلا مولر الشهيرة منذ قصَّة خطفها من قبل تنظيم "داعش"، وكيف أصبحت ملكًا له، وكيف قتلها مجرمو التنظيم.
ولدت كايلا مولر يوم 14 أغسطس 1988 في بلدة "بريسكوت-أريزونا" غرب الولايات المتحدة. ما ميَّز الفتاة أنها عملت في المجال الإنساني في خدمة المضطهدين في جميع دول العالم.
الحقوقية كايلا وجَّهت بوصلتها إلى مناصرة المظلومين من الإرهاب العالمي الَّذي نشط في منطقة الوطن العربي، وكانت سوريا أولى قبلاتها الإنسانية، حيثُ وصلت عبر الحدود التركية في العام 2012، بالتزامن مع ازدياد نشاط تنظيم "داعش"، وتغوّله بين العراق وسوريا، وإعلان دولته المزعومة على حساب المدنيين العُزل.
خصّصت كايلا مولر كلّ طاقتها لمساعدة اللاجئين الفارين من إجرام "داعش" والمنظَّمات الإرهابية الأخرى، الذين دفعتهم الظروف إلى النزوح واللجوء إلى الحدود الشمالية والجنوبية للهروب من الموت، فكانت مولر صمام الأمان لهؤلاء، من خلال تقديم الدعم المعنوي والإغاثي، في إطار "الجهود الإنسانية".
الثالث من أغسطس من العام 2013، كان الأسوأ لمولر. أثناء تواجدها مع مصور سوريّ تَعرَّفت إليه منذُ ثلاثة أعوام في مدينة حلب "قبل سيطرة النظام عليها"، تعرَّضت المدينة للاستهداف العنيف. ولحظة القصف، اعتدى عناصر داعشيون عليها.
الفاجع هنا اختطاف كايلا مولر في 14 أغسطس من العام نفسه من قبل عصابات "داعش" أثناء تواجدها خارج مستشفى حلب، لتوضع داخل قفص التنظيم لمدة 18 شهرًا، وتحصل بعدها كارثة كبيرة خارج عن النطاق الإسلامي والعُرف الإنساني الذي ينادي به التنظيم المزعوم. ما حصل تحديدًا مع مولر هو اغتصابها من قبل زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي مراتٍ عدة، بحسب إفادات من أشخاص من تنظيم "داعش".
أما الخبر الّذي هزّ عائلة كايلا مولر وشاشات التلفاز فهو إعلان مقتلها في العام 2015، عن طريق غارة جوية للتحالف الدولي تقوده الولايات المتحدة وعشرات الدول، وقال التنظيم إنها تعرَّضت لقذيفة صاروخية من طائرات أردنية عقب حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة بعد احتجازه.
وهناك رواية أميركية تُكذّب ما قاله "داعش"، وتؤكّد أنّ مولر كانت مُلكًا للبغدادي، وذلك بعد التحقيق مع فتاتين إيزيديتين كانتا محتجزتين مع مولر، وتبينّ بأن البغدادي تزوج من مولر.
وبعد التّفجير، منح الجيش الأميركي مولر وسمًا، من خلال إطلاق اسمها على العملية العسكرية ضد البغدادي.
الرئيس الأميركي دونالد ترمب أعلن، يوم الأحد، في مؤتمر صحافيّ، عن مقتل البغدادي وزوجتيه وبعض أبنائه، بعد تفجيرهما "سترته" الناسفة، إثر محاصرة قوة أميركية خاصة منزله الذي يقع في أسفله نفق في غرب إدلب السّورية.