تفقد العلّامة السيد علي فضل الله مجمع دوحة المبرّات التربوي الرعائي، وكان في استقباله مدير المجمع الدكتور محمد غريب ومدير معهد علي الاكبر المهني والتقني غسان وهبي ومديرة ثانوية الأبرار ريفا السيد قاسم وأعضاء من الهيئة التعليمية والرعائية والإدارية...
في البداية رحبت زهرات ثانوية الأبرار بقدوم سماحته من خلال القائهن بعض الكلمات والاناشيد التي عبرن فيها عن فرحتهن بحضوره حيث قام بجولة ميدانية على مرافق المجمع المتنوعة كما اطلع على ورشة الترميم والتأهيل لعدد من المباني ثم زار عددا من الصفوف في ثانوية الابرار مطلعا على سير العمل مستمعا إلى الطلاب ثم انتقل لزيارة معرض للإشغال اليدوية والحرفية...
وعقد سماحته لقاء مع طلاب قسمي الثانوي والمهني في ثانوية الأبرار ومعهد علي الأكبر في قاعة المسرح وبعد كلمة ترحيبية من مدير المعهد غسان وهبي القى سماحته كلمة عبر في بدايتها عن سعادته للقائه بهذه الكوكبة من الطلاب الأعزاء ولوجوده في هذه المؤسسة المتميزة والتي هي باكورة المؤسسات التي انشأها المرجع فضل الله من اجل خدمة الناس والتي سعت إلى تطوير المجتمع والنهوض بواقعه مؤكدا أهمية العلم في محاربة الجهل والتخلف والنهوض بالوطن نحو الاحسن وانتشاله من المشاكل التي تواجه حتى يكون قادرا على التصدي لكل التحديات التي تواجه المجتمع.
ودعا سماحته الطلاب إلى الاستفادة من الزمن وعدم تضييع اوقاتهم او التفريط بأي لحظة من اعمارهم واستغلالها لتطوير مهاراتهم وقدراتهم لاسيما في ظل ما نشهده من ثورة علمية وتكنولوجية و"الاستفادة من كل القدرات والإمكانات التي تؤهلكم لتكونوا من المتميزين" مؤكدا على قيمة النجاح التي ينبغي أن نسير بها وننتهجها في كلِّ حياتنا، فالله يريد منا أن نكون في الموقع المتقدّم، وأن يكون التميّز هو طابع حياتنا في كلِّ ما نتحرك فيه.
ولفت إلى أهمية مزج العلم بالإيمان ليس شكلا بل مضمونا يدخل الى القلوب والعقول بعيدا عن الانغلاق والتعصب والاحقاد مشيرا إلى أهمية هذه المزاوجة والتي لا بدَّ من أن تكون في موقع التكامل لا التصادم، فالعلم من دون إيمان قد يتحوَّل إلى خطر ومشكلة، كما أنَّ الإيمان من دون علم يتحوَّل إلى خرافة وتعصّب وغلوّ.
ولفت سماحته الطلاب إلى خطورة التّحدي الثقافي الذي يغزو مجتمعاتنا والذي يعمل على التّرويج لأفكار ومفاهيم بعيدة كل البعد من ديننا وأخلاقنا وقيمنا ويهدف إلى سلب أرادتنا وثرواتنا داعيا إلى ضرورة ان نحصن أنفسنا بالوعي والحكمة والعلم والإيمان والصبر والثبات حتى نكون قادرين على مواجهة هذه التّحديات.
ودعا سماحته الطلاب إلى أن يكونوا رسل محبة وحوار وخير فأنتم صناع المستقبل القادم لهذا الوطن ورهاننا سيبقى عليكم في جعله أفضل وأحسن وان يسير في ركب التطور العلمي.
وأشار إلى ضرورة ان نمتلك عقلية الحوار ومنهجيته فهو الذي يمد جسور المحبة والوئام مع الجميع من نتفق معهم ومن نختلف معهم مشيرا إلى ان هناك تحديات امنية وسياسية واقتصادية تواجه هذا الوطن ولا يمكن مواجهتها من خلال سياسة التنازع والانقسام بل من خلال الحوار الصادق والجاد الذي يهدف إلى ترسيخ الوحدة الوطنية والإسلامية التي تمثل صمام امان هذا الوطن امام كل العواصف التي قد تهب عليه.
واكد على ضرورة ان تستعيد هذه الامة حضورها وتاريخها بعدما فقدته وانشغلت بصراعاتها وحروبها وفتنها وانقساماتها.
وبعدها أمَّ الصلاة في المعلمين والتلامذة في مصلّى مبرّة الإمام الخوئي ومن ثم تفقد اسر الايتام في مبرة النبي يوسف(ع).
وفي الختام التقى بالعاملين والعاملات بالمجمع حيث قدر جهودهم وتفانيهم في عملهم مؤكدا انهم جزء أساسي في تطور هذه المؤسسة وفي متابعتها لرسالتها الإنسانية والايمانية والأخلاقية...
