Logo Logo
الرئيسية
البرامج
جدول البرامج
الأخبار
مع السيد
مرئيات
تكنولوجيا ودراسات
أخبار العالم الإسلامي
تغطيات وتقارير
أخبار فلسطين
حول العالم
المزيد
مسلسلات
البرامج الميدانية
البرامج التخصصية
برامج السيرة
البرامج الثقافية
برامج الأطفال
البرامج الوثائقية
برامج التغطيات والتكنولوجيا
المزيد

العلامة فضل الله في خطبة الجمعة: لا تدعوا السياسيين يراهنون على استنفار غرائزكم الطائفية

28 أيار 21 - 15:00
مشاهدة
885
مشاركة

                                                       بسم الله الرحمن الرحيم

 

المكتب الإعلامي لسماحة العلامة                                                               التاريخ: 16شوال 1442هـ

   السيد علي فضل الله                                                                     الموافق: 28 أيار2021 م

 

عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بأن نستعيد في هذه الأيّام ما جرى للمسلمين بعد معركة أُحد، حيث تذكر السّيرة أنَّ أبا سفيان، وبعدما غادر أُحد عائداً إلى مكّة منتشياً بنصره وبالثأر من رسول الله(ص) وأصحابه، ندم على تسرّعه، وقرَّر، أن يعود إلى المدينة للانقضاض على المسلمين فيها، مستفيداً من ضعف معنويّاتهم والجراحات التي ألمّت بهم.

يومها، عرف رسول الله (ص) والمسلمون بقرار أبي سفيان، فخرجوا جميعاً لملاقاته والتصدّي لجيشه وحتى الجرحى خرجوا متثاقلين على جراحهم، فلمّا علم أبو سفيان بعزيمة المسلمين وتصميمهم على نصرة دينهم وأن ما حصل في أُحُد لم يفت في عضدهم، قرَّر العدول عن رأيه والمضيّ عائداً إلى مكة.

وقد سجَّل القرآن الكريم هذا العنفوان الَّذي كان المسلمون عليه، فقال: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ}.

إننا أحوج ما نكون إلى أن نستهدي هذه الآية، بأن نردد عند كل تحد حسبنا الله ونعم الوكيل، لنحظى بنعمة منه وفضل لا يمسنا سوء، وبذلك نكون أقوى وأقدر على مواجهة التحديات..

والبداية من لبنان، الذي كنا ننتظر مع كل اللبنانيين أن يساهم ما صدر عن المجلس النيابي في تحريك ملف تأليف الحكومة اللبنانية، وأن يكون ما صدر تعبيراً عن آمال هذا الشعب، الذي من الواضح أنه لم يعد قادراً على تحمل المزيد من المعاناة والإذلال والقهر الذي بات خبزه اليومي إن على صعيد تأمين الدواء والغذاء أو الكهرباء أو المحروقات أو عدم قدرته على تحمل الارتفاع المتزايد لأسعار السلع والخدمات..

ورغم ما يشاع من أجواء إيجابية من ذلك، لا يزال التصعيد سيد الموقف، حيث بات من الصعب الحديث عن تأليف الحكومة في القريب العاجل وما على اللبنانيين إلا الانتظار، وقد يكون طويلاً..

إننا أمام ذلك، نناشد اللبنانيين ونقول لهم القرار بأيديكم ولا وسيلة لكم للخروج من هذا الانهيار الذي دخل البلد فيه إذا لم يشعر من هم في مواقع المسؤولية أنكم غير راضين عن البقاء على حال المراوحة في تأليف الحكومة أو أن تبقى أسيرة الصراعات والمناكفات والمصالح الخاصة أو الفئوية..

لقد راهنوا ولا يزالون يراهنون على استنفار غرائزكم الطائفية والمذهبية وعلى إقناعكم بأن ما يفعلونه وما يرتكبونه هو لحسابكم ولحساب طوائفكم ومذاهبكم فيما هم يعملون لحساب تثبيت مواقعهم، فلا تدعوهم يستمرون في هذه اللعبة، وأشعروهم أنهم بما يقومون به هم يخربون هذا الوطن ومستقبله بكل طوائفه ومذاهبه ومواقعه السياسية..

بهذا وحده تستطيعون أن تخرجوا من هذا الواقع وإلا ستبقون في حال المراوحة وانتظار مبادرات الداخل والخارج، وهي لن تأتي ودونها عقبات باتت واضحة..

إننا بذلك لا ندعو إلى فوضى أو حراك غير مسؤول، بقدر ما ندعو إلى أن ترتفع أصواتكم ولتقولوا بلسان واحد لكل من هم يعطلون الحكومة، كفى تلاعباً بمصير هذا البلد وناسه، عبروا عن ذلك بإبداء سخطكم وغضبكم وأقلامكم وبمواقفكم.. وأنتم قادرون على تغيير هذا الواقع إن شعر هؤلاء أنهم أمام شعب أخذ قراره ولن يتراجع..

وسنبقى في الوقت نفسه نراهن على صحوة ضمير لمن هم في مواقع المسؤولية في ان يعيدوا النظر في حساباتهم وأن ينظروا ولو لمرة واحدة إلى المصير الذي سيؤول إليه هذا البلد إن استمر الواقع على هذا الحال، كما نراهن على الذين كانوا دوماً صمام أمان ولم يوفروا جهداً لرأب الصدع وحلحلة العقد.

وفي مجال آخر، نحذر من الخطاب الذي يعيد استحضار ما جرى في الحرب الأهلية، مما نريد لها أن تطوى، في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى التراص والوحدة لمواجهة تحديات الداخل والخارج..

وفي الوقت نفسه ننبه إلى التداعيات التي تنتج عن الاستمرار في تفاقم الوضع الاقتصادي والمعيشي على أمن المجتمع وسلامته، حيث بدأنا نشهد زيادة في منسوب السرقات والجرائم والمشاكل ما يدعو الجميع إلى العمل لمعالجة هذه الأوضاع والحد من تداعياتها السلبية والخطيرة.

وبالانتقال إلى سوريا، فإننا نأمل أن تؤدي الانتخابات الرئاسية الأخيرة في هذا البلد إلى فتح صفحة جديدة تساهم في تعزيز الاستقرار والوحدة وإلى عودة سوريا للعب دورها الريادي على المستوى العربي والإسلامي، وعلى العالم أن يعي أن لا خيار له إلا احترام إرادة الشعب السوري..

ونصل إلى فلسطين الذي مر أسبوع على توقف الهجمة العدوانية الصهيونية على الحجر والبشر فيها، وخصوصاً في قطاع غزة، فبعدما عجز عن تحقيق انتصار مباشر على الفلسطينيين، أخذ يسعى جاهداَ للالتفاف عليهم ومنع الشعب الفلسطيني من استثمار إنجازه بالضغط والتهويل والاعتقال، واستمرار محاولات تدنيسه للمسجد الأقصى وسعيه المستمر لتهجير المقدسيين، للإيحاء بأن زمام الأمور لا يزال بيده وأن شروطه لا تزال هي السارية المفعول.

إننا نثق بأن هذا الشعب الذي هبّ هبة واحدة وتوحّد وجدانياً وميدانياً لن يفسح في المجال مجدداً لمحاولات تمزيقه وتفتيته وإجهاض ما تحقق من إنجازات.

وعلينا جميعاَ كشعوب عربية وإسلامية أن نواكب هذا الشعب وتتضافر جهودنا في مساعدته ومدّه بكل وسائل الصمود حتى يحقق أهدافه وغاياته ويصون حقوقه ويحمي قضيته ويستعيد أرضه.

 

Plus
T
Print
كلمات مفتاحية

أخبار العالم الإسلامي

السيد علي فضل الله

خطبة الجمعة

مسجد الإمامين الحسنين

حارة حريك

لبنان

الحكومة

فلسطين

يهمنا تعليقك

أحدث الحلقات

محاضرات دينية لسماحة العلامة السيد عبدالله الغريفي

التحديات التي تواجه المرأة المسلمة في هذا العصر | محاضرة دينية للعلامة السيد عبدالله الغريفي

16 أيار 24

محاضرات دينية لسماحة العلامة السيد عبدالله الغريفي

التحديات التي تواجه المرأة المسلمة في هذا العصر | محاضرة لسماحة العلامة السيد عبدالله الغفيري

14 أيار 24

محاضرات دينية لسماحة العلامة السيد عبدالله الغريفي

حديث الجمعة - الدنيا - آخر الزمان | محاضرة لسماحة العلامة المرجع السيد عبدالله الغفبري

07 أيار 24

يسألونك عن الإنسان والحياة

يسألونك عن الإنسان والحياة | 07-5-2024

07 أيار 24

حتى ال 20

تعاطى فعقر | حتى العشرين

06 أيار 24

من الإذاعة

قطاع الرياضة في جمعية المبرات الخيرية | STAD

06 أيار 24

من الإذاعة

ثمانية وثلاثون ربيعا والبشائر تزهر بمحبتكم | حلقة خاصة

06 أيار 24

يسألونك عن الإنسان والحياة

يسألونك عن الإنسان والحياة | 06-5-2024

06 أيار 24

موعظة لسماحة الشيخ علي غلوم

ذكر الموت | موعظة لسماحة الشيخ علي غلوم

03 أيار 24

خطبتا صلاة الجمعة

خطبتا وصلاة الجمعة لسماحة السيد علي فضل الله | 03-5-2024

03 أيار 24

خطبتا صلاة الجمعة

خطبتا وصلاة الجمعة لسماحة السيد علي فضل الله | 03-5-2024

03 أيار 24

من الإذاعة

عندما يناضل التراث الفلسطيني | فلسطين حرة

03 أيار 24

                                                       بسم الله الرحمن الرحيم

 

المكتب الإعلامي لسماحة العلامة                                                               التاريخ: 16شوال 1442هـ

   السيد علي فضل الله                                                                     الموافق: 28 أيار2021 م

 

عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بأن نستعيد في هذه الأيّام ما جرى للمسلمين بعد معركة أُحد، حيث تذكر السّيرة أنَّ أبا سفيان، وبعدما غادر أُحد عائداً إلى مكّة منتشياً بنصره وبالثأر من رسول الله(ص) وأصحابه، ندم على تسرّعه، وقرَّر، أن يعود إلى المدينة للانقضاض على المسلمين فيها، مستفيداً من ضعف معنويّاتهم والجراحات التي ألمّت بهم.

يومها، عرف رسول الله (ص) والمسلمون بقرار أبي سفيان، فخرجوا جميعاً لملاقاته والتصدّي لجيشه وحتى الجرحى خرجوا متثاقلين على جراحهم، فلمّا علم أبو سفيان بعزيمة المسلمين وتصميمهم على نصرة دينهم وأن ما حصل في أُحُد لم يفت في عضدهم، قرَّر العدول عن رأيه والمضيّ عائداً إلى مكة.

وقد سجَّل القرآن الكريم هذا العنفوان الَّذي كان المسلمون عليه، فقال: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ}.

إننا أحوج ما نكون إلى أن نستهدي هذه الآية، بأن نردد عند كل تحد حسبنا الله ونعم الوكيل، لنحظى بنعمة منه وفضل لا يمسنا سوء، وبذلك نكون أقوى وأقدر على مواجهة التحديات..

والبداية من لبنان، الذي كنا ننتظر مع كل اللبنانيين أن يساهم ما صدر عن المجلس النيابي في تحريك ملف تأليف الحكومة اللبنانية، وأن يكون ما صدر تعبيراً عن آمال هذا الشعب، الذي من الواضح أنه لم يعد قادراً على تحمل المزيد من المعاناة والإذلال والقهر الذي بات خبزه اليومي إن على صعيد تأمين الدواء والغذاء أو الكهرباء أو المحروقات أو عدم قدرته على تحمل الارتفاع المتزايد لأسعار السلع والخدمات..

ورغم ما يشاع من أجواء إيجابية من ذلك، لا يزال التصعيد سيد الموقف، حيث بات من الصعب الحديث عن تأليف الحكومة في القريب العاجل وما على اللبنانيين إلا الانتظار، وقد يكون طويلاً..

إننا أمام ذلك، نناشد اللبنانيين ونقول لهم القرار بأيديكم ولا وسيلة لكم للخروج من هذا الانهيار الذي دخل البلد فيه إذا لم يشعر من هم في مواقع المسؤولية أنكم غير راضين عن البقاء على حال المراوحة في تأليف الحكومة أو أن تبقى أسيرة الصراعات والمناكفات والمصالح الخاصة أو الفئوية..

لقد راهنوا ولا يزالون يراهنون على استنفار غرائزكم الطائفية والمذهبية وعلى إقناعكم بأن ما يفعلونه وما يرتكبونه هو لحسابكم ولحساب طوائفكم ومذاهبكم فيما هم يعملون لحساب تثبيت مواقعهم، فلا تدعوهم يستمرون في هذه اللعبة، وأشعروهم أنهم بما يقومون به هم يخربون هذا الوطن ومستقبله بكل طوائفه ومذاهبه ومواقعه السياسية..

بهذا وحده تستطيعون أن تخرجوا من هذا الواقع وإلا ستبقون في حال المراوحة وانتظار مبادرات الداخل والخارج، وهي لن تأتي ودونها عقبات باتت واضحة..

إننا بذلك لا ندعو إلى فوضى أو حراك غير مسؤول، بقدر ما ندعو إلى أن ترتفع أصواتكم ولتقولوا بلسان واحد لكل من هم يعطلون الحكومة، كفى تلاعباً بمصير هذا البلد وناسه، عبروا عن ذلك بإبداء سخطكم وغضبكم وأقلامكم وبمواقفكم.. وأنتم قادرون على تغيير هذا الواقع إن شعر هؤلاء أنهم أمام شعب أخذ قراره ولن يتراجع..

وسنبقى في الوقت نفسه نراهن على صحوة ضمير لمن هم في مواقع المسؤولية في ان يعيدوا النظر في حساباتهم وأن ينظروا ولو لمرة واحدة إلى المصير الذي سيؤول إليه هذا البلد إن استمر الواقع على هذا الحال، كما نراهن على الذين كانوا دوماً صمام أمان ولم يوفروا جهداً لرأب الصدع وحلحلة العقد.

وفي مجال آخر، نحذر من الخطاب الذي يعيد استحضار ما جرى في الحرب الأهلية، مما نريد لها أن تطوى، في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى التراص والوحدة لمواجهة تحديات الداخل والخارج..

وفي الوقت نفسه ننبه إلى التداعيات التي تنتج عن الاستمرار في تفاقم الوضع الاقتصادي والمعيشي على أمن المجتمع وسلامته، حيث بدأنا نشهد زيادة في منسوب السرقات والجرائم والمشاكل ما يدعو الجميع إلى العمل لمعالجة هذه الأوضاع والحد من تداعياتها السلبية والخطيرة.

وبالانتقال إلى سوريا، فإننا نأمل أن تؤدي الانتخابات الرئاسية الأخيرة في هذا البلد إلى فتح صفحة جديدة تساهم في تعزيز الاستقرار والوحدة وإلى عودة سوريا للعب دورها الريادي على المستوى العربي والإسلامي، وعلى العالم أن يعي أن لا خيار له إلا احترام إرادة الشعب السوري..

ونصل إلى فلسطين الذي مر أسبوع على توقف الهجمة العدوانية الصهيونية على الحجر والبشر فيها، وخصوصاً في قطاع غزة، فبعدما عجز عن تحقيق انتصار مباشر على الفلسطينيين، أخذ يسعى جاهداَ للالتفاف عليهم ومنع الشعب الفلسطيني من استثمار إنجازه بالضغط والتهويل والاعتقال، واستمرار محاولات تدنيسه للمسجد الأقصى وسعيه المستمر لتهجير المقدسيين، للإيحاء بأن زمام الأمور لا يزال بيده وأن شروطه لا تزال هي السارية المفعول.

إننا نثق بأن هذا الشعب الذي هبّ هبة واحدة وتوحّد وجدانياً وميدانياً لن يفسح في المجال مجدداً لمحاولات تمزيقه وتفتيته وإجهاض ما تحقق من إنجازات.

وعلينا جميعاَ كشعوب عربية وإسلامية أن نواكب هذا الشعب وتتضافر جهودنا في مساعدته ومدّه بكل وسائل الصمود حتى يحقق أهدافه وغاياته ويصون حقوقه ويحمي قضيته ويستعيد أرضه.

 

أخبار العالم الإسلامي,السيد علي فضل الله, خطبة الجمعة, مسجد الإمامين الحسنين, حارة حريك, لبنان, الحكومة, فلسطين
Print
جميع الحقوق محفوظة, قناة الإيمان الفضائية