ليلة القدر، ليلة السلام
في ظل الأوضاع الصعبة التي تعصف بنا، تأتي ليالي القدر المباركة لتسعِفنا إلى بر الطمأنينة، تربط على قلوبنا بكلماتٍ نرددها، متيقنين بأن دعاءنا مُجاب في ليالٍ عظيمة خصّنا الله بها، في شهر هو عند الله أفضل الشهور.
وفي حديث مع سماحة الشيخ زهير قوصان عضو المكتب الشرعي في مؤسسة العلامة المرجع فضل الله (رض) لقناة الإيمان عن فضل إحياء ليالي القدر المباركة، أكّد أنّ هذه الليلة هي " ظرف لحركة التقدير الإلهي لكلّ ما يتعلّق بمصير الإنسان في العام كلّه، مما يجعل الإنسان في هذه الليلة يعيش روحيّة التفويض لأمر الله وتقديره والرّضا والتسليم لربّ العالمين، ثقةً منه بأنّ الله لا يريد بنا إلاّ خيراً".
وأشار سماحته إلى تاثير إحياء هذه الليالي على علاقتنا بالله عز وجل وعلاقتنا بأنفسنا ومَن حولنا حيث " إنّ الله تعالى أطلق على هذه الليلة إنّها ليلة السّلام؛ وذلك ليحرّك فينا الشعور بالحبّ والموّدة للناس وللحياة، ولننطلق في كلّ واقعنا لنؤكّد على روحيّة السّلام على مدى الزّمن، لنعيش سلاماً مع الله من خلال طاعته وحسن عبادته، ونعيش سلاماً مع أنفسنا من خلال خضوعنا لعبودية الله تعالى، وسلاماً مع الناس لنحقّق الاستقرار والسكينة والطمأنينة".
وفي رحاب انتظار ليالي القدر كل عام لإعادة إحياء علاقتنا بالله تعالى وتطهير نفوسنا وطلب المغفرة لذنوبنا والإستجابة لدعائنا، أكّد سماحته على "أنّ الإنسان المشتغل بإحياء هذه الليلة بالدّعاء والذّكر والصلاة، لا بُدّ أن يحرص على قبول أعماله واستجابة دعائه، فيسعى لتوفير شروط القبول والاستجابة؛ وذلك بالاعتراف والإقرار بذنوبه وخطاياه، والمسارعة إلى التّوبة النّصوح، والعمل على إصلاح أنفسنا وتطهيرها من كلّ ما يعيبها."
إنّ الحديث عن عظمة ليالي القدر والتأثيرات الروحية والمعنوية المرجوة من إحياء هذه الليالي تفوق كل الأبجدية، فنحن ندخلها رافعين أيادينا، متوجهين بقلوبنا ب "اللهم إني اسألك" ونخرج منها ب "واستجبنا له".
مروة الحاج | موقع قناة الإيمان الفضائية