Logo Logo
الرئيسية
البرامج
جدول البرامج
الأخبار
مع السيد
مرئيات
تكنولوجيا ودراسات
أخبار العالم الإسلامي
تغطيات وتقارير
أخبار فلسطين
حول العالم
المزيد
مسلسلات
البرامج الميدانية
البرامج التخصصية
برامج السيرة
البرامج الثقافية
برامج الأطفال
البرامج الوثائقية
برامج التغطيات والتكنولوجيا
المزيد

الأدب والاسلام جانبان لا يمكن تفرقتهم

08 نيسان 25 - 16:25
مشاهدة
691
مشاركة

يحتلُّ الأدب مكانة مهمة في العالم الاسلامي، ويُعتبر أساس متين لبناء شخصية انسانية صالحة، فهو ليس مجرد مظهر خارجي وحسب، بل نظام متكامل يشمل السلوك اللفظي والعملي والوجداني، فقد أكد الله تعالى في القرآن الكريم، على ضرورة التعامل بالحكمة والموعظة الحسنة، كما حرص رسول الله (ص) والأئمة الأطهار (ع) على إبراز أن الأخلاق الحسنة تُعدّ زاد المؤمن في حياته الدنيا والآخرة.

مِمّا لا شك فيه أن الأدب منظومة سلوكية تشمل الإحترام في التعامل مع النفس والآخرين، والالتزام بالقيم الإخلاقية الراقية، والسلوك الحسن، والتهذيب واللطف، وسوى ذلك من السلوكيات التي تجتذب الآخرين بما يبديه الفرد لهم من احترام وتقدير واهتمام، والأدب كغيره من الصفات الأخلاقية ينمو ويزداد بالتزكية الدائمة للنفس، وتهذيبها المستمر، وتعزيز العلاقة بالله تعالى باعتباره المثل الأعلى، وارتباط الأدب بالمعرفة والعلم لا يُنكر أبداً، فكلما زادت معرفة الإنسان زاد أدباً، ومن زاد أدبه زاد بهاؤه وأشرق وجهه بالنور، وقلّت مساوئه وأخطاؤه.  


في المقابل فإن العلاقة بين قلة الأدب وكثرة المساوئ واضحة من غير لبس، وتنتج عن ذلك آثار شديدة السلبية والخطورة، ولعل من أبرزها:

أولاً: الانحراف عن الدين وغاياته: فحين يقلّ الأدب يصبح الإنسان عرضة لسوء التصرف، مما يؤدي إلى تزايد العيوب الأخلاقية والسلوكيات المعيبة لديه، ومن المعلوم أن الغاية القصوى للدين صناعة إنسان مؤدّب، إنسانٍ يتأدّب بآداب الله تعالى، ويتخلَّق بأسمائه، ولذلك كلما زاد إيمانه زاد أدبه، وكلما نقص إيمانه نقص أدبه وظهرت المزيد من مساوئه.

ثانياً: التأثير السلبي على العلاقات الاجتماعية، إذ لا نقاش في أن سوء الأدب ينعكس سلباً على علاقات الفرد مع مجتمعه، إذ يؤدي إلى نفور الناس منه، واستثقالهم وجوده بينهم، واجتنابهم التعامل معه.

ثالثاً: الخلل النفسي والروحي فقد أثبتت الأبحاث المتخصصة أن اضطرابات نفسية كثيرة تنجُم عن قلة الأدب، مِمّا يؤدّي بالإنسان إلى انشغاله بشهواته، وانصياعه لغرائزه، وهي جموحة نَهِمة لا تشبع من الكثير، الأمر الذي يؤدي إلى خلل نفسي رهيب لديه.

نستنتج مما سبق:

أولاً: ضرورة تربية الناشئة على الأدب، وضرورة أن يؤدِّب الفرد نفسه على ذلك ولو كان متقدما في العمر، بل هو أحوج إلى ذلك من سواه. 

ثانياً: تكريس وقت يومي لمطالعة كتب الأخلاق، وأحاديث النبي والأئمة الأطهار عليهم السلام، وقراءة سيرتهم، وسيرة العلماء والصالحين وعلماء الأخلاق.

ثالثاً: اعتماد الرقابة الذاتية الدائمة ومحاسبة النفس باستمرار، والاعتراف بالخطأ والمسارعة إلى تصحيحه فور حدوثه.

بقلم الباحث اللبناني في الدراسات الدينية السيد بلال وهبي
Plus
T
Print
كلمات مفتاحية

أخبار العالم الإسلامي

الأدب

الاسلام

أخلاق حسنة

القرآن الكريم

الاحترام

الإمام علي

أهل البيت

يهمنا تعليقك

أحدث الحلقات

من الإذاعة

إرث عاشوراء : من الذاكرة إلى الفعل الحضاري | عاشوراء القضية والناس

08 تموز 25

يسألونك عن الإنسان والحياة

يسألونك عن الإنسان واليحاة | 08-7-2025

08 تموز 25

مرايا الطّف

مرايا الطف | 07-7-2025

07 تموز 25

من الإذاعة

الشخصية الزينبية : ملامح ومصاديق | عاشوراء القضية والناس

07 تموز 25

يسألونك عن الإنسان والحياة

يسألونك عن الإنسان والحياة | 07-7-2025

07 تموز 25

فواصل ذكرى عاشوراء - محرّم 1447

نوستالجيا - الفقرة الحادية عشر مع الرادود حيدر علي خليل

06 تموز 25

فواصل ذكرى عاشوراء - محرّم 1447

نوستالجيا - الفقرة العاشرة مع الرادود حيدر علي خليل

05 تموز 25

عاشوراء الحضارة

عندما يُستشهد القائد | عاشوراء الحضارة

05 تموز 25

فواصل ذكرى عاشوراء - محرّم 1447

نوستالجيا - الفقرة التاسعة مع الرادود حيدر علي خليل

04 تموز 25

عاشوراء الحضارة

عاشوراء في فكر المرجع السيد فضل الله (رض) | عاشوراء الحضارة

04 تموز 25

فواصل ذكرى عاشوراء - محرّم 1447

نوستالجيا - الفقرة الثامنة مع الرادود حيدر علي خليل

03 تموز 25

عاشوراء الحضارة

معيارية الشعائر والطقوس عند الشيعة | عاشوراء الحضارة

03 تموز 25

ما هو تقييمكم لشبكة برامج رمضان للعام205 م / 1446 هـ ؟
المزيد

يحتلُّ الأدب مكانة مهمة في العالم الاسلامي، ويُعتبر أساس متين لبناء شخصية انسانية صالحة، فهو ليس مجرد مظهر خارجي وحسب، بل نظام متكامل يشمل السلوك اللفظي والعملي والوجداني، فقد أكد الله تعالى في القرآن الكريم، على ضرورة التعامل بالحكمة والموعظة الحسنة، كما حرص رسول الله (ص) والأئمة الأطهار (ع) على إبراز أن الأخلاق الحسنة تُعدّ زاد المؤمن في حياته الدنيا والآخرة.

مِمّا لا شك فيه أن الأدب منظومة سلوكية تشمل الإحترام في التعامل مع النفس والآخرين، والالتزام بالقيم الإخلاقية الراقية، والسلوك الحسن، والتهذيب واللطف، وسوى ذلك من السلوكيات التي تجتذب الآخرين بما يبديه الفرد لهم من احترام وتقدير واهتمام، والأدب كغيره من الصفات الأخلاقية ينمو ويزداد بالتزكية الدائمة للنفس، وتهذيبها المستمر، وتعزيز العلاقة بالله تعالى باعتباره المثل الأعلى، وارتباط الأدب بالمعرفة والعلم لا يُنكر أبداً، فكلما زادت معرفة الإنسان زاد أدباً، ومن زاد أدبه زاد بهاؤه وأشرق وجهه بالنور، وقلّت مساوئه وأخطاؤه.  

في المقابل فإن العلاقة بين قلة الأدب وكثرة المساوئ واضحة من غير لبس، وتنتج عن ذلك آثار شديدة السلبية والخطورة، ولعل من أبرزها:

أولاً: الانحراف عن الدين وغاياته: فحين يقلّ الأدب يصبح الإنسان عرضة لسوء التصرف، مما يؤدي إلى تزايد العيوب الأخلاقية والسلوكيات المعيبة لديه، ومن المعلوم أن الغاية القصوى للدين صناعة إنسان مؤدّب، إنسانٍ يتأدّب بآداب الله تعالى، ويتخلَّق بأسمائه، ولذلك كلما زاد إيمانه زاد أدبه، وكلما نقص إيمانه نقص أدبه وظهرت المزيد من مساوئه.

ثانياً: التأثير السلبي على العلاقات الاجتماعية، إذ لا نقاش في أن سوء الأدب ينعكس سلباً على علاقات الفرد مع مجتمعه، إذ يؤدي إلى نفور الناس منه، واستثقالهم وجوده بينهم، واجتنابهم التعامل معه.

ثالثاً: الخلل النفسي والروحي فقد أثبتت الأبحاث المتخصصة أن اضطرابات نفسية كثيرة تنجُم عن قلة الأدب، مِمّا يؤدّي بالإنسان إلى انشغاله بشهواته، وانصياعه لغرائزه، وهي جموحة نَهِمة لا تشبع من الكثير، الأمر الذي يؤدي إلى خلل نفسي رهيب لديه.

نستنتج مما سبق:

أولاً: ضرورة تربية الناشئة على الأدب، وضرورة أن يؤدِّب الفرد نفسه على ذلك ولو كان متقدما في العمر، بل هو أحوج إلى ذلك من سواه. 

ثانياً: تكريس وقت يومي لمطالعة كتب الأخلاق، وأحاديث النبي والأئمة الأطهار عليهم السلام، وقراءة سيرتهم، وسيرة العلماء والصالحين وعلماء الأخلاق.

ثالثاً: اعتماد الرقابة الذاتية الدائمة ومحاسبة النفس باستمرار، والاعتراف بالخطأ والمسارعة إلى تصحيحه فور حدوثه.

بقلم الباحث اللبناني في الدراسات الدينية السيد بلال وهبي
أخبار العالم الإسلامي,الأدب, الاسلام, أخلاق حسنة, القرآن الكريم, الاحترام, الإمام علي, أهل البيت
Print
جميع الحقوق محفوظة, قناة الإيمان الفضائية